رفع المشاركون في المؤتمر الخامس لإعداد المعلم الذي نظمته جامعة أم القرى ممثلة في كلية التربية خلال الفترة من 23-25 من شهر ربيع الثاني الجاري شكرهم وتقديرهم لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد – حفظهم الله- ، كما عبروا عن شكرهم لصاحب السمو الملكي خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين امير منطقة مكة المكرمة على الدعم –رعاه الله – على الدعم السخي والمتواصل الذي تقدمه حكومتنا الرشيدة لتحقيق النهضة الشاملة في بلادنا الغالية لاسيما قطاع التعليم العام والجامعي .
جاء ذلك خلال اختتام فعاليات المؤتمر اليوم الخميس واعلان التوصيات التي تمخضت عن المؤتمر في الجلسة التي عقدت برئاسة معالي مدير الجامعة رئيس اللجنة الإشرافية الدكتور بكري بن معتوق عساس ، وحضور عميد كلية التربية رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر الدكتور علي بن مصلح المطرفي ووكلاء الكلية والباحثون .
وثمنوا في توصياتهم الجهود المباركة التي تبذلها الحكومة الرشيدة – أيدها الله – لخدمة التعليم والتنمية البشرية المستدامة والتي جاء في أولوياتها حماية الأنسان السعودي فكراً وإرضاء ، والارتقاء بقدراته وإمكاناته عبر سلسة من الإجراءات الحاسمة والحازمة التي تشكل في مجملها ملحماً رئيساً لصياغة مستقبل مشرق لأبناء هذا الوطن المعطاء ، متضرعين إلى المولى عز وجل أن يحفظ لهذا الوطن دينه وأمنه واستقراراه وازدهاره وقائدته الحكيمة وشعبة الوفي المخلص.
وقد أكد المشاركون على الدور الرئيس الذي يضطلع به المعلم في تحقيق التنمية الشاملة بمختلف ابعادها ، بوصفه صمام آمان المجتمع وعمقه الاستراتيجي في الحفاظ على هويته وإعداد أفراده للتكيف مع مختلف المستجدات الأمر الذي يستوجب دعمهم وتقديم الحوافز المدية والمعنوية وتهيئة البيئة التعليمية المناسبة التي تمكنه من أداء تلك الأدوار بكل كفاءة وفعالية.
ودعاء المشاركون كليات التربية إلى الاستجابة في رؤاها وأهدفها وخططها وبرامجها في طبيعة التحولات التنموية التي عبر عنها بوضوح ( برنامج التحول الوطني ) في شتى أبعاده المعرفية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية التي نظم مساراتها مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية التابع لمجلس الوزراء ، مطالبين بالعمل على زيادة وعي الطلاب الملتحقين ببرامج إعداد المعلمين بالتحديات التي يواجهها الوطن كانتشار موجة الغلو والإرهاب والتطرف والعمل على تعميق قضايا الأمن الفكري والانتماء الوطني وحقوق الانسان والاحساس بالمسؤولية الاجتماعية خلال مناهج دراسية , وبرامج وقائية وعلاجية تتكامل مع أدوار المؤسسات المجتمعية والجهات ذات العلاقة في هذا الصدد مع الافادة من البرامج القائمة كبرنامجي " فطن " و"نبراس " بما يحقق الأمن الوطني الشامل.
وأوصى المشاركون بتشكيل مجلس تنسيقي عالٍ لكليات التربية في المملكة العربية السعودية ، يكون من ضمن مهامه " رسم التوجهات والسياسات" وإيجاد صيغ وآليات للتكامل بين عمل الكليات والاستفادة من مختلف التجارب والخبرات في مجال إعداد المعلمين وتدريبهم ، وتحديث المعايير المهنية الوطنية للمعلمين في ضوء مستجدات العصر ، وضرورة الانطلاق منها عند بناءٍ أو تطوير برامج إعداد المعلمين بكليات التربية واتخاذ التدابير والاجراءات اللازمة لإصدار الرخص المهنية للمعلمين في ضوء الخبرات الدولية في هذا المجال وذلك بالتنسيق مع الهيئات والمراكز الوطنية ذات الصلة.
وطالب المشاركون في توصياتهم بسن ضوابط ومعايير علمية لقبول الطلاب الراغبين في الالتحاق بمؤسسات إعداد المعلم في ضوء مطالب التنمية ومستجدات العصر ، وكذلك العناية باختيار اعضاء هيئة التدريس بكليات التربية وفق معايير علمية مقننة والعملة على تنميتهم مهنياً من خلال تشجيعهم على البحث والتواصل العلمي ، وعقد دورات وبرامج تدريبية تستهدف الارتقاء بكفاياتهم المهنية بما يؤمل ان ينعكس على طلابهم ( معلمي المستقبل ) بشكل إجابي ، كما طالبوا كليات التربية بفتح مسارات متعددة لإعداد معلم الصف في المرحلة الابتدائية لمواكبة النهضة التنموية في المملكة وتتماشى مع الاتجاهات العالمية .
وأوصى المشاركين بربط المناهج الدراسية في برامج إعداد المعلم بمشكلات تعليمية ملحة في المجتمع السعودي بصورة غير منفصلة عن محتوى المناهج الدراسية في مراحل التعليم العام وأساليب تنفيذها وتقويمها وتطويرها ، بالإضافة غلى تطوير البرامج والخطط الدراسية والخطط الدراسية في كليات التربية من حيث ( عدد الساعات ، واليات التنفيذ ، والتقويم ) لتواكب الاتجاهات العالمية ومعايير الاعتماد الاكاديمي ، إلى جانب تضمين خطط الدراسة الخاصة ببرامج إعداد المعلم مقررات جديدة تتماشى مع طبيعة الأدوار التي يفرضها مجتمع المعرفة على المعلم ، بوصفه معلماً مفكراً ناقداَ ، وباحثاً عن المعرفة ، ومنتجاً لها ، وقادراً على توظيف التقنيات الحديثة في مجال عمله وتنمية الاتجاهات الايجابية نحو اتقان العمل وجودة الاداء التي تمكنه من التفاعل مع مجتمع المعرفة بصورة فاعلة.
ودعا المشاركين إلى تطوير برنامج التربية العملية ليمتد إلى سنة تدريبية كاملة على غرار سنة الامتياز لطلاب الكليات الطبية ، يتفرغ فيها الطلاب للقيام بالعديد من المهام التدريسية في الميدان استكمالاً لمتطلبات برنامج إعدادهم ، مع ضرورة وضع معايير ومواصفات محددة لمدارس التدريب الميداني ، وإيلاء نظام الإشراف على التربية العملية أهمية قصوى بما يحقق جودة الإداء ، وتفعيل تدريب المعلمين اثناء الخدمة من خلال ( تحديث معارفهم وتنمية كفاياتهم التدريسية ، واتجاهاتهم وزيادة وعيهم بطبيعة التحديات والمستجدات ، وآليات استثمارها في دعم مواقف التعليم والتعلم من خلال تحديد دقيق لاحتياجاتهم المهنية مع تهيئة البيئة التدريبية بكافة مقوماتهم المادية والمعنوية ن وتحويل المدارس إلى مجتمعات مهنية ) ، علاوة على تصميم سلسلة من البرامج التدريبية ذات النوعية المتميزة القادرة على تلبية احتياجات المعلمين في توظيف طرق ونماذج واستراتيجيات التعليم والتعلم المختلفة ، مع توطين ممارسات البحوث الإجرائية في المدارس وتعزيز القيم الداعمة لثقافتها.
وعبر المشاركون عن غبطتهم بالمناخ العلمي الذي ساد المؤتمر وما تخلله من محاور جادة وموضوعية ، ومناقشات مستفيضه ، معربين عن شكرهم وتقديرهم لجامعة أم القرى ممثلة في كلية التربية على ما بذلة من جهد في الإعداد والترتيب وإدارة فعاليات المؤتمر.
هذا وكان المؤتمر الخامس لإعداد المعلم الذي أفتتحه معالي وزير التعليم أحمد بن محمد العيسى الثلاثاء الماضي قد ناقش 68 بحثاً وورقة عمل نظمت في عشر جلسات علمية ، بالإضافة إلى 3 ورش عمل ومعرض مصاحب لعدد من المبادرات والابتكارات العلمية وتقنيات التعليم بمشاركة نخبة من العلماء والتربويين من الجامعات السعودية ومجلس الشورى وإدارات التعليم والهيئات الوطنية التربوية.