أقامت كلية الصحة العامة والمعلوماتية الصحية بجامعة أم القرى، يوم الأحد 19/1/1437هـ الموافق الأول من نوفمبر 2015م محاضرة علمية بعنوان "الخطر المحتمل على الصحة من التعرض للجسيمات الدقيقة المنبعثة من آلات تصوير المستندات" "Potential Occupational Risk of Exposure to Nanoparticles from Photocopier Machines" ؛ قدمها سعادة بروفيسور/ حامد أديتونجي، الأستاذ و رئيس قسم الوبائيات بكلية الصحة العامة والمعلوماتية الصحية، بجامعة أم القرى. و قد حضر المحاضره أعضاء هيئة التدريس من مختلف الأقسام بالكلية.
وقد استخلص هذا العرض من نتائج بحث أجري في المملكة المتحدة بقيادة بروفيسور أديتونجي و عدد من الباحثين الآخرين، ونشر في أحد المؤتمرات المهتمة بالهندسة الصحية في كندا
في البدء استعرض بروفيسور أديتونجي تعريف الجسيمات الدقيقة، ماهيتها، و لما تعتبر ضارة، و الفرق بينها و بين الجسيمات الدقيقة في الطبيعة، و أهميتها على السلامة. كما عرض بعض النتائج لأبحاث علمية أشارت إلى الضرر من التعرض للجسيمات الدقيقة المنبعثة من أحبار آلات تصوير المستندات و الطابعات التي تعمل بالليزر على الإنسان. كما استعرض مكونات آلات تصوير المستندات و أحبارها، و التي تحتوي على مركبات الكربون و السيليكا، و بعض الملونات و المتحكمات في السريان، و الشمع، و المتحكمات في إزالة الشحنات، و كلها مواد كيميائية؛ كما تعمل هذه الآلات على انبعاث الأوزون.
و أبان كيفية دخول الجسيمات الدقيقة لجسم الإنسان عبر القنوات المختلفة و اختراقها للخلايا و تأثيراتها على مختلف الأجهزة مثل الجهاز العصبي، و الدموي و التنفسي و الجلد و أعضاء أخرى.
و أوضح أهم المعنيين بالخطر و هم أصحاب المهن المتعلقة بالتعرض للجسيمات الدقيقة، مثل العاملين على آلات تصوير المستندات و التعامل مع الأحبار و المواد المكونة لها، و العمال الذين يتعاملون مع الأحبار و المواد التي تحتوي على الجسيمات الدقيقة.
كما عرض نتائج الدراسة التي أوضحت زيادة نسبة التعرض في الأماكن المغلقة، و عند عمل الآلات لفترات طويلة، و قد تمتد فترة رجوع المكان المحيط بالآلات إلى الحالة الطبيعية عددا من الساعات قد يصل إلى 12 ساعة.
في ختام العرض دار نقاش علمي بين المحاضر و الحاضرين حول عدد من نواحي الموضوع و منها خطر الأوزون مع فائدته للبيئة و استخداماته في التعقيم، و أهمية التهوية في أماكن انبعاث الجسيمات الدقيقة لتقليل تركيزها في البيئة، و الحاجة إلى المزيد من الأبحاث لتسليط الضوء على الآثار و الأمراض التي يسببها التعرض للجسيمات الدقيقة و خاصة على المدى الطويل، وخاصة التغييرات الجينية و التأثيرات السرطانية؛ و خطر استيراد الآلات القديمة و المستعملة إلى الدول النامية و خطر الانبعاث المتزايد منها.