في إطار سعي كلية الصحة العامة والمعلوماتية الصحية بجامعة أم القرى لرفع الوعي بين أعضاء هيئة التدريس بها بأحداث الصحة العامة، فقد أقامت الكلية يوم الأحد 12/5/1437هـ الموافق 22 فبراير 2016م محاضرة علمية بعنوان "مستجدات مرض فيروس زيكا""Zika Virus Disease Updates" ، و الذي انتشر مؤخرا في دول كثيرة حول العالم و أصبح وباءا عالمياً؛ و قد قدمها سعادة بروفيسور/ حامد أديمولا أديتونجي، الأستاذ بقسم الوبائيات بكلية الصحة العامة والمعلوماتية الصحية، بجامعة أم القرى، و المتخصص و صاحب الخبرة الكبيرة في الصحة العامة والوبائيات. و قد حضر المحاضرة عميد الكلية سعادة الدكتور/ أحمد بن عمر بابلغيث، و وكيل الكلية للشئون التعليمية سعادة الدكتور/ فاضل بن محمد بنجر، و رئيس قسم التوعية و التعزيز الصحي بالكلية سعادة الأستاذ حاتم يوسف نتو، و العديد من أعضاء هيئة التدريس من مختلف الأقسام بالكلية.
و قد استعرض بروفيسور/ أديتونجي أهداف المحاضرة والتي تمثلت في التعريف بمرض فيروس زيكا، و العامل الممرض، و طرق الانتقال، و التشخيص المختبري، و العلاج، إجراءات الوقاية، و المضاعفات المحتملة للإصابة، وإمكانية إحداث الوباء، و تدابير السيطرة حسب منظمة الصحة العالمية.
و أوضح سعادة البروفيسور أن فيروس زيكا فيروس قديم الاكتشاف و قد سمي بهذا الاسم نسبة لغابة في أوغندا في الأربعينيات من القرن الماضي. و تنقله البعوضة الزاعجة (Aedes) و التي تنقل عددا من الأمراض الأخرى من بينها حمى الضنك.
كما أشار إلى أنه لا يزال الكثير مجهولاً عن هذا الفيروس، و أنه مجال خصب للدراسات و البحوث في مختلف النواحي، و منها طرق الانتقال الأخرى المختلفة، و ارتباطه بصغر رأس الجنين، و الفحوصات التشخيصية، و العلاج. و أبان أنه يعتبر مجالا خصبا للباحثين للقيام بأبحاث لتجلية العديد من النواحي الغامضة فيما يخص هذا الفيروس.
و أرود المقدم نبذة عن وبائية الفيروس و خرائط انتشاره في العديد من دول العالم في القارات الثلاث: أمريكا اللاتينية، آسيا و أفريقيا، بمعدلات وصفتها منظمة الصحة العالمية بالانفجارية، حيث انتشر في 23 دولة بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية التي أعلنت حالة الوباء. و قدرت منظمة الصحة العالمية أن يصيب المرض 4 ملايين شخصاً بنهاية العام الجاري.
و أوضح أن أهم مضاعفات هذا المرض، إضافة إلى الطفح الجلدي و آلام العضلات و الحمى التي تستمر في العادة من عدة أيام إلى أسابيع قليلة، هو ارتباطه بصغر رأس الجنين، و ما ينتج عنه من مشاكل في النمو و التطور للمولود.
و تطرق الأستاذ الدكتور/ أديتونجي إلى الخط الزمني لفيروس زيكا منذ اكتشافه في القرن الماضي إلى آخر موجة وبائية في الأعوام الأخيرة.
كما أشار إلى أهمية التوعية بالمرض و التثقيف الصحي حول كيفية الانتقال و الأعراض و الوقاية، و خاصة فيما يخص إجراءات الصحة العامة و النظافة الشخصية، و الوقاية من البعوض الناقل بإزالة أماكن توالده، و الحماية من التعرض للسعات البعوض عن طريق الحماية الشخصية بالملابس في فترات نشاطه التي تكون في الصباح الباكر و المساء.
في ختام العرض دار نقاش مفيد بين المحاضر و الحاضرين حول عدد من نواحي الموضوع و منها التحصين ضد الفيروس و الذي لم يتوفر بعد، و الأبحاث حول ضراوة الفيروس، و كونها مجالات خصبة للأبحاث العلمية، و التكهنات بخبو انتشار الفيروس و المرض، و استهداف الفيروس للأماكن الفقيرة حول العالم، و الانتشار السريع بسبب سهولة السفر و التنقل عالميا، و أهمية نظام الترصد المرضي في وقف الوباء، و التأثيرات العصبية الشديدة للفيروس على الأجنة و المواليد، ارتباط فيروس زيكا بمتلازمة جيلان- باري العصبية، و عدم ضرورة حظر السفر و التنقل حاليا حسب منظمة الصحة العالمية.