سعيا نحو رفع قدرات أعضاء هيئة التدريس و إحاطتهم بالجديد في مجالات الصحة العامة المختلفة، أقامت كلية الصحة العامة والمعلوماتية الصحية بجامعة أم القرى يوم الاثنين 6/5/1437هـ الموافق 15/2/2016م محاضرة علمية بعنوان "الاستخدام غير الطبي للأدوية و الاعتماد على العقاقير، والكوكايين، و التبغ و الخمر و الحشيش""Non-Medical Use of Drugs, Drug Dependence, Cocaine, Tobacco, Alcohol & Cannabis"، قدمها سعادة المحاضر/ تبريز زمان مقبول، المحاضر بقسم إدارة و تقنية المعلومات الصحية بكلية الصحة العامة والمعلوماتية الصحية، بجامعة أم القرى. و قد حضر المحاضرة العديد من أعضاء هيئة التدريس من مختلف الأقسام بالكلية.
استهل المحاضر/ تبريز زمان المحاضرة بمقدمة أورد فيها رؤوس المواضيع التي تغطيها المحاضرة، و منها ماهية الإدمان، و الاستخدام غير الطبي للأدوية، و تأثيرات الأدوية، و إحصائيات من التقرير العالمي للأدوية للعام 2015، و ترويج المخدرات، و العقاقير في الرياضة، و أكثر الأدوية خطورة عالميا، و نموذج التغيير.
و عرف سعادة المحاضر الإدمان بأنه الدافع الذي يقنع أو يجبر شخصا سليما عقليا للركون إلى العقاقير للتخلص كيميائيا من الظروف غير المحتملة. كما إن الإدمان هو مرض مزمن، وغالباً منتكس، بالدماغ، و الذي يسبب الاضطرار للسعى للحصول على المخدر واستعماله، على الرغم من الآثار الضارة المترتبة على الفرد المدمن و على من حوله. كما أشار إلى استخدام منظمة الصحة العالمية لمصطلح الاعتماد على العقاقير ليشمل الإدمان و التعود معا.
و أشار إلى الدوافع التي تؤدي لاستخدام تلك العقاقير، و منها تخفيف القلق و التوتر و الهروب من المشاكل النفسية أو الشخصية، و البحث عن تحقيق الذات، و التمرد على الأعراف الاجتماعية، و الحصول على المتعة و السعادة الوقتية، و الفضول. و أوضح نوعي استخدام العقاقير: فمنها المتواصل الذي فيه اعتماد حقيقي، مثل المواد الأفيونية، والكحول؛ و استخدام متقطع أو في بعض الأحيان للحصول على تجربة مثل القنب، و المحاليل.
و بخصوص الآثار المترتبة على استخدام العقاقير فإنها تنقسم إلى طبية، و إدمانية، و اجتماعية، و اقتصادية. إحصائياً، أشار إلى أن هناك حوالي 27 مليون شخص حول العالم يعانون من مشاكل مرتبطة بالاعتماد على العقاقير، نصفهم تقريبا مصابون بعدوى فيروس نقص المناعة البشرى المكتسب. كما إن هناك تأثيراً كبيراً على الصحة العامة جراء استخدام العقاقير غير المشروعة، حيث يضع عبئاً ثقيلاً على نظم الصحة العامة من حيث الوقاية والعلاج والرعاية من الاضطرابات الناجمة عن تعاطي العقاقير وآثارها الصحية.
كما أشار سعادة المحاضر إلى بعض الوسائل المستخدمة في التغيير للتخلص من الاعتماد على العقاقير.
وفي ختام المحاضرة دار نقاش مثمر بين المحاضر و الحاضرين حول بعض نواحي الموضوع و منها المعتقدات الاجتماعية حول المخدرات و الفهم المغلوط حول زيادتها للقدرات أو الإبداع؛ و بعض الحالات المرضية و الحاجات البدنية المتعلقة بالاعتماد على العقاقير و أهمية اعتبار ذلك عند السعي للتغيير؛ و الوضع في بعض الدول حول توفير العقاقير للمدمنين لتجنيبهم الوقوع في مشاكل الحصول عليها؛ و تقنين بعض الدول للاستخدام الشخصي لبعض أنواع العقاقير و المواد المخدرة، و دور الإعلان و الترويج الدعائي لبعض المواد بصورة تعطى انطباعاً و صورة جاذبة و خاطئة لاستخدام المواد المخدرة.