يفتتح معالي وزير التعليم الدكتور احمد بن محمد العيسى يوم غد الثلاثاء فعاليات المؤتمر الخامس لإعداد المعلم الذي تنظمه جامعة أم القرى ممثلة في كلية التربية خلال الفترة من الثالث والعشرين وحتى الخامس والعشرين من شهر ربيع الثاني الجاري 1437هـ بعنوان ( إعداد وتدريب المعلم في ضوء مطالب التنمية ومستجدات العصر )، بمشاركة وحضور عدد من أصحاب المعالي ومدراء التعليم والباحثين والمهتمين بمجال التربية والتعليم في المملكة، حيث سيناقش المؤتمر 68 بحثا وورقة عمل عبر عشر جلسات علمية على مدى الأيام الثلاثة المقررة للمؤتمر، كما يترأس معالي وزير التعليم الاجتماع السادس لعمداء كليات التربية بالمملكة والذي يتزامن انعقاده مع فعاليات المؤتمر الخامس للمعلم.
وأكد معالي مدير جامعة أم القرى رئيس اللجنة الإشرافية للمؤتمر الدكتور بكري بن معتوق عساس، على أهمية هذا المؤتمر لتعزيز مكانة المعلم والارتقاء بدوره من خلال ما سيطرحه المؤتمر والمشاركين فيه من قضايا تهم المعلم وما سيتخلله من رؤى ونقاشات وورش عمل على طاولة البحث للوصول إلى أفضل الأساليب لإعداد وتدريب المعلم لأداء رسالته التعليمية في ظل مطالب التنمية ومستجدات العصر وبما يتوافق مع الحراك التنموي الذي تعيشه بلادنا لاسيما في الجانب التعليمي في ظل التطور الذي يشهده هذا القطاع الحيوي نتيجة الدعم والرعاية الكريمة والاهتمام الذي توليه حكومتنا الرشيدة بقيادة راعي مسيرتها المباركة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد – حفظهم الله – للتنمية المستدامة في ربوع وأرجاء الوطن .
وبيّن معاليه أن المؤتمر يهدف إلى دراسة مدى مساهمة برامج إعداد المعلمين في تنمية قيم المواطنة والاعتدال والتسامح وكذلك اقتراح المعايير والآليات والبرامج الفاعلة للحد من ظاهرتي التطرف والانحراف في مراحل التعليم المختلفة وكذا تحديد التوجهات المستقبلية لبرامج إعداد المعلمين بمؤسسات التعليم العام والجامعي في المملكة لتنسجم مع خطط وبرامج التنمية الشاملة الهادفة إلى تطوير ورفاهية الإنسان السعودي، علاوة على تحديد المعايير والمواصفات الأساسية واللازمة للمعلم لمواجهة التحديات التربوية الحاضرة والمستقبلية .
وتطرق معاليه إلى الخطوات التي سارت عليها كليات الجامعة بشكل عام وكلية التربية على وجه الخصوص في تخريج وإعداد الكوادر الوطنية المؤهلة للقيام بمهامهم الوطنية في الجانب التعليمي والتربوي في مختلف مؤسسات التعليم وفق المنهجية التي أعدتها الجامعة لهذا الغرض، لافتا إلى أن كلية التربية بالجامعة أصبحت الآن " بيت الخبرة التربوي " في المملكة، وذلك بفضل من الله ثم بما وفر لها من دعم وما اكتسبته من خبرات على مدى أكثر من ستين عاما، وما شهدته خلال هذه الحقبة الزمنية من الأساليب التطويرية والتحديثية في برامجها التربوية والإعدادية والكمية والنوعية بما يتوافق مع القفزات التعليمية الهائلة التي شهدتها بلادنا خلال السنوات الماضية بفضل من الله وتوفيقه ثم بالسياسة التي تبناها ولاة الأمر في بلادنا - أيدهم الله - منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود - طيب الله ثراه - حتى عهدنا الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد - حفظهم الله - .
وعبّر معالي الدكتور بكري عساس عن بالغ شكره وتقديره لمعالي وزير التعليم الدكتور احمد العيسى، لافتتاحه هذا المؤتمر العلمي والأنشطة المصاحبة له وعلى دعمه وتشجيعه ومؤازرته لكافة البرامج والنشطات العلمية والتعليمية التي تنفذها جامعة أم القرى، سائلا الله العلي القدير أن يسدد الخطى ويبارك الجهود للخروج بتوصيات تسهم في الارتقاء بدور المعلم ومسئولياته ومواكبته لمتطلبات العصر.
من جهته أوضح عميد كلية التربية رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر الدكتور علي بن مصلح المطرفي، أن كلية التربية بجامعة أم القرى شهدت خطوات تطويرية متسارعة في السنوات الماضية، مبيناً أن الكلية أصبحت تضم تسعة أقسام علمية إلى جانب مركز الدورات التدريبية يدرس بها حاليا 8467 طالبا وطالبة بمرحلة البكالوريوس بمختلف التخصصات بالكلية، وفي مرحلة الدبلوم العالي 1076 طالبا وطالبة، والماجستير 457 طالبا وطالبة، أما مرحلة الدكتوراه فقد بلغ عدد الطلاب والطالبات 267 طالبا وطالبة، وبلغ عدد أعضاء وعضوات هيئة التدريس بالكلية 403 عضو وعضوة هيئة تدريس بجميع الأقسام العلمية.
وأكد الدكتور المطرفي أن الكلية وبمتابعة شخصية من معالي مدير الجامعة رئيس اللجنة الإشرافية على المؤتمر الدكتور بكري عساس، أكملت كافة الترتيبات والاستعدادات المتعلقة بالمؤتمر وأنهت جميع اللجان العاملة الخطوات التنفيذية المنوطة بها من أجل إظهار المؤتمر بالصورة اللائقة التي يتمناها الجميع، مشيراً إلى أن اللجنة العلمية للمؤتمر أقرت 114 بحثا وورقة عمل جاءت جميعها متوافقة مع الشروط والضوابط التي حددتها اللجنة ومطابقتها لمحاور المؤتمر من أصل 201 بحث وورقة عمل تلقتها اللجنة العلمية على مدى الأشهر الماضية، مبينا أن 68 بحثا وورقة عمل سيناقشها المشاركين عبر الجلسات العلمية على مدى الأيام الثلاثة المقررة للمؤتمر فيما ستعرض بقية الأوراق العلمية والبحوث التي أقرت ضمن فعاليات المؤتمر، لافتا إلى أن عنوان المؤتمر لهذا العام والمتضمن ( إعداد وتدريب المعلم في ضوء مطالب التنمية ومستجدات العصر ) جاء ليؤكد التوجه الذي تسير عليه وزارة التعليم وتعزيز دورها في إبراز القضايا والمسائل المتعلقة بالمعلم والارتقاء بأدائه لمواكبة كافة المستجدات العصرية والإسهام بدوره في التنشئة السليمة لأبناء هذا الوطن من طلاب وطالبات ليكونوا شركاء فاعلين في التنمية المستدامة لوطنهم .
وقال : إن المؤتمر الخامس لإعداد المعلم سيتناول خمسة محاور رئيسة من شأنها تحقيق الأهداف التي وضعت له والخروج بتوصيات قابلة للتطبيق تسهم في إعداد المعلم وتدريبه وتأهيله لمواكبة المرحلة والمستجدات العصرية سواء من حيث الأساليب التعليمية الحديثة ومتطلباتها، أو دوره في مساعد الطالب على التفكير والإبداع والابتكار لإيجاد جيل قادر على المشاركة في التنمية الوطنية المستدامة ، بالإضافة إلى دوره التربوي لتحصين شباب الوطن من الانحرافات والانجرار وراء الأفكار التي تضر بهم وبوطنهم ومجتمعهم، مضيفاً أن المؤتمر سيناقش خمسة محاور رئيسة خصص المحور الأول منها حول ( مفاهيم أساسية ولمحة تاريخية عن المعلم " مفهومه – أهميته – صفاته ورسالته عبر التاريخ " ) إلى جانب التنمية من منظور تربوي، والتطور التاريخي لمؤسسات إعداد المعلم من حيث الإعداد والتدريب والبرامج، وفي المحور الثاني سيناقش المشاركون ( الاتجاهات المعاصرة لإعداد المعلم لتحقيق مطالب التنمية ) وذلك عبر مؤسسات إعداد المعلم من حيث الرؤية والرسالة والأهداف، وكذلك واقع إعداد معلمي التخصصات المختلفة من حيث الأهداف والبرامج، بالإضافة إلى التنسيق والتكامل بين برامج إعداد المعلم ومتطلبات خطط التنمية ، مشيراً إلى أن المحور الثالث للمؤتمر سيتناول موضوع ( الواقع المعاصر لتدريب المعلم قبل وأثناء الخدمة ) من خلال أهمية وأهداف التدريب المستمر للمعلم في الكليات ومراكز التدريب التربوي، علاوة على الخطط والحقائب التدريبية من حيث البرامج والوسائل والتطبيق والاحتياجات التدريبية للمعلم وفقا لمطالب التنمية، وسيركز المؤتمر من خلال محوره الرابع على موضوع ( المعلم ومجتمع المعرفة ) من حيث الجودة الشاملة في الإعداد والتدريب وكذلك الأهداف والأساليب والمعايير والبرامج ومعوقات التطبيق، وبرامج الإعداد التربوي وفقا للمعايير المحلية والعالمية للاعتماد الأكاديمي، إلى جانب برامج الإعداد والتدريب الأمثل للمعلم في ضوء مفهوم مجتمع المعرفة والتقنيات التعليمية الحديثة ، كما سيبحث المشاركون في المحور الخامس للمؤتمر موضوع ( المعلم والأمن الوطني ) عبر إعداد المعلم وتدريبه في ضوء مفهوم الأمن الشامل .
وأعتبر عميد كلية التربية بجامعة أم القرى المؤتمر الخامس لإعداد وتدريب المعلم الذي تنظمه الكلية أحد مسارات الدعم والاهتمام الذي يلقاه المعلم في هذه الدولة الفتية، معربا عن سعادته بما يتضمنه المؤتمر من محاور وفعاليات مصاحبة سيكون لها الأثر الإيجابي للخروج بتوصيات تسهم بمشيئة الله تعالى في الارتقاء بدور المعلم ومسئولياته لمواكبة المستجدات المعاصرة .